المشروع عبارة عن مصنع يدوي قليل التكاليف لإنتاج طوب البناء الإسمنتي المجوف المعروف في بعض البلاد العربية بالبلوك) يتم تطويره على عدة مراحل ، و هو مشروع ناجح بشرط أن يحسن المستثمر إدارته بذكاء و صبر و روية ، و هو من أهم المشاريع الاستثمارية .

و تنبع أهمية المشروع من التالي :

  1. سهولة إقامة المشروع .
  2. صغر حجم رأس المال الذي يحتاجه ابتداءً قياساً بمشاريع أخرى .
  3. عدم حاجة المشروع إلى مكان خاص ليقام عليه ، بل يمكن إقامته في أي مكان .
  4. ضخامة وارداته قياساً بصغر حجم رأس المال .
  5. توفر احتياجاته و رخص ثمنها في البداية على الأقل .
  6. قلة عدد حيثيات المشروع و قلة تعقيداتها .
  7. الإقبال الشديد على هذا النوع من الطوب و على الأخص في البلدان التي تكون تكاليف البناء فيها مرتفعة لسهولة استخدامه و لرخص ثمنه .
  8. التطور السريع للمشروع على عكس غيره من المشاريع التي تحتاج إلى مدة أطول .

مراحل بدء المشروع :

و لكي نضمن نجاح هذا المشروع لا بد قبل البدء من دراسته – كأي مشروع آخر - دراسة وافية بغض النظر عن المشاريع المشابهة ، فلكل مشروع خصوصيته ، و بمعنى آخر يجب دراسة هذا المشروع دراسة دقيقة متجردة .

كما يجب اتباع سياسة الخطوة خطوة فيما يخص مراحل المشروع .

و يمكننا بهذا الصدد تقسيم المشروع إلى ثلاث مراحل :

أ – احتياجات المشروع للمرحة الأولى :

  1. يتم أولاً تحديد مساحة من الأرض 50-200 متر مربع لإقامة المشروع عن طريق الإيجار أو عن طريق وضع اليد على قطعة من الأرض من الأملاك العامة (على الأخص في المناطق السكنية حديثة الإنشاء حيث تتوفر مثل هذه الأراضي و يكثر الطلب على الطوب موضوع الدراسة) ، و أرجو - على كل حال - أن لا يقلق المستثمر بشأن قطعة الأرض ، فالمصنع يمكن نقله بسهولة متناهية من مكان إلى مكان آخر ، بل يمكن تأسيسه متنقلاً منذ البداية ليسهل تحري أماكن البناء و الإعمار ، بل من الممكن في حالة أخذ تعهدات تجهيز الطوب لأبنية المشاريع الضخمة نقل كل معدات المصنع إلى أماكن البناء و مباشرة الانتاج موقعياً مما يترتب عليه توفير أجور النقل ، و ستكون هذه بالتالي نقطة في صالح المشروع .
  2. شراء المكبس الخاص بالبلوك من الطراز الأحادي (بلوكة واحدة في كل كبسة) ، و توجد منه ثلاثة أنواع ؛ الأول نوع أجنبي (منه الإيطالي و هو أجودها ثم الألماني و الدانماركي على التوالي ، كما توجد منه أنواع تشيكية و يوغسلافية و تركية) أما عيوب الأنواع الأجنبية المستوردة فمنها أنها آلية بالكامل و فيها شيء من التعقيد و توجد صعوبة في الحصول على قطع الغيار في حال العطل ، بالإضافة إلى ارتفاع ثمنها مما يؤثر سلباً على سعر المنتوج الذي يجب مراعاة أن يكون سعره منخفضاً ، و كذلك كون المشروع لا زال في خطواته الأولى ، و أما النوع الثاني فيتم إنتاجه محلياً في معامل متخصصة في صناعته و هو خال من أي تعقيد ، و النوع المحلي ينقسم أيضاً إلى قسمين ، الأول منهما نصف آلي و الثاني – و هو ما يعنينا في هذه المرحلة – يدوي و بسيط جداً ، فهو عبارة عن قالب تصب فيه خلطة الإسمنت ثم يتم ضغطه يدوياً و من ثم يتم سحب القالب إلى الخارج لتبقى الطوبة في مكانها فتحمل برفق إلى مكان التنشيف ، و يمتاز هذا النوع بأنه رخيص الثمن جداً و يمكن صناعته بسهولة .
    و يمكننا تقسيم الأنواع المحلية بعد ذلك من حيث جودة الصنع إلى قسمين تنتج الأول منهما معامل حديثة متخصصة و موثوقة ، و إنتاج هذه المعامل يكون مطابقاً للمواصفات القياسية ، و يكون المكبس بالتالي – و على الأخص في حال النوع نصف الآلي - قليل الأعطال و ذو قدرة على التحمل ، و تنتج الثاني معامل بدائية غير موثوقة ، و تكون مواصفات انتاجها على العكس من النوع الأول ، و على ذلك فأنا أنصح بالنوع الأول من الانتاج المحلي بطبيعة الحال ، و لكن لا بد من توفر الخبرة في الشخص الذي يباشر عملية شراء المكبس لتجنب الوقوع في شراء نوع رديء ، كما أنصح بعدم التركيز على رخص الثمن ، لأن المكابس الرخيصة كثيرة الأعطال ستؤثر سلباً على الالتزام بمواعيد تسليم الانتاج ، و بالتالي ستضر بالمشروع .
  3. شراء خزان ماء حجم 3 متر مكعب (من الأفضل أن يكون من البلاستيك فهو رخيص الثمن و عمره طويل نسبياً و تكلفة نقله و تثبيته أقل).
  4. قد يحتاج المشروع إلى حفر بئر ارتوازية و شراء مضخة ماء في بعض الحالات ، فيجب مراعاة ذلك .
  5. شراء احتياجات المشروع من المواد الأولية (اسمنت ، رمل ، حصى) .

تكاليف المرحلة الأولى من المشروع :

 يمكننا مع تصور كون المشروع في بداياته ، و كونه لم يحز بعد ثقة الزبائن أنه سوف يصطدم بصعوبة التسويق لذا يجب على صاحب المشروع أن يبادر إلى عمل الدعاية بواسطة نشر كارت المصنع في مظان البناء من الأماكن حديثة التشييد و محال بيع المواد الإنشائية و لدى أصحاب مكاتب و سيارات نقل المواد الإنشائية .

في هذه المرحلة سوف تكون طاقة المصنع الإنتاجية 500 قطعة في الساعة ، و معنى هذا أن وجبة العمل الواحدة (8 ساعات) : ستنتج 0040 قطعة .

و إذا علمنا أن القطعة الواحدة تكلف 15 سنتاً مواد أولية + 3 سنتات للعامل على المكبس عن كل قطعة + 2 سنت أجور نقل + 2 سنت أجور أخرى (كهرباء ، مياه ، مخلفات .. الخ) و تباع بـ 30 سنتاً ، و إذا كان ثمن 00040 قطعة =1200 دولاراً و طرحنا 105.6 سنتاً تكاليف المواد و أجور عمال و نقل فسيكون صافي الربح1094,4  سنتاً لكل ثمان ساعات عمل ، و هو ربح جيد جداً إذا قيس برأس المال المتواضع ، و بكون المشروع في مرحلته الأولى .

إن بطء عملية التسويق في بداية الأمر سيجعلنا نفترض أن البيع لن يكون يومياً ، فعلى أحسن الاحتمالات ستكون هناك فترات بين كل صفقة و أختها ، و يجب أن لا يزعج ذلك المستثمر فهو طبيعي جداً في البداية ، و لو استطاع المستثمر بيع عشر صفقات في الشهر الأول فسوف يكون هذا مؤشر جيد على نجاح المشروع ، و لو حسبنا – مع هذا الافتراض المنطقي جداً – النتيجة فسوف تكون كالتالي :

1094,4 x 10 = 10944 دولاراً و هو مبلغ يزيد على نصف رأس المال ، و هذا قد لا يتيسر لأي مشروع آخر بنفس كلفة مشروعنا هذا أو أكبر منها .

أما نتائج المرحلة الأولى للمشروع فستكون هي الأساس الذي ستنبني عليه المرحلة الثانية ، بل ستنبني عليه باقي مراحل المشروع . فقد صار للمشروع زبائنه ، و صار له رأس مال جيد و خبرات جديدة

بعد مضي السنة الأولى من بدء المشروع و ملاحظة ازدياد الطلب على إنتاج المعمل ، و شعور صاحب المشروع بأنه لم يعد باستطاعته تلبية جميع الطلبات و خسارته بالتالي لعدد من الصفقات فسيبدأ المستثمر – بلا شك – بالتفكير في توسيع المشروع ، أو بمعنى آخر في الانتقال إلى المرحلة الثانية من المشروع .

ب - المرحلة الثانية ؛ و تتلخص هذه المرحلة في النقاط التالية :

  1. استبدال المكابس اليدوية بأخرى نصف آلية (يمكنك هنا بيع المكابس و القوالب المستخدمة) .
  2. زيادة الانتاج بالتالي إلى 8000 قطعة في كل يوم عمل ، و هذا معناه أن ربحك سيتضاعف مرتان ، و لكن لا تنسى – لكي تكون حساباتك دقيقة - أن هناك نسبة سيخسرها المشروع من جراء استهلاك الآلات و هي تقرب من 5% من الأرباح .

احتياجات المرحلة الثانية للمشروع :

  1. مكبس بلوك نصف آلي عدد 2، و منه نوعان أحادي القالب أو متعدد القوالب ، أما الأحادي فينتج في كل كبسة قطعة واحدة و المتعدد يمكنه إنتاج 2-5 قطع في كل كبسة ، و أنا أفضل الثنائي لأنه أسهلها و أقلها أعطالاً .
  2. ضاغط هواء (كومبريسور) يعمل بالوقود أو الكهرباء و أنا أفضل الأول لتلافي التوقفات الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي ، و للاستفادة منه في المناطق غير المجهزة بالتيار الكهربائي ، و خاصة في حال الإنتاج الموقعي.
  3. خزان وقود 200 لتر كحد أدنى و يفضل خزان ذو سعة أكبر .
  4. طقم عُدد يدوية (مفكات + مفاتيح و عُدد أخرى) يستفاد منها عند الأعطال المفاجئة .

ج - المرحلة الثالثة ، و تتلخص في التالي :

  1. إدخال شركاء في المشروع (يمكن أن يكونوا مجرد مضاربين أو شركاء حقيقيين) و لاحظ أن كون المشروع في مرحلته الثانية يعمل و يربح سيكون دافعاً للمستثمرين للدخول معك .
  2. شراء قطعة أرض لتكون مقراً ثابتاً لمشروعك .
  3. التحول إلى أن يكون المصنع آلياً بالكامل و شراء الماكينة التي تنتج البلوك دون تدخل من الإنسان إلا بتزويدها بالمواد الأولية ، و أفضل أنواعها الإيطالي كما تقدم ، و يوجد نوع تركي جيد و رخيص نسبياً (انظر الصور و التفاصيل) . 
    ماكينةPRS600 لإنتاج البلوك الألي و حجر الرصيف صنعت هذه الماكينة في تركيا على نوعين أحدهما أتوماتيكي و الأخر نصف أتوماتيكي. حيث أن الماكينة الأتوماتيكية تعمل بنظام PLC, ويمكن الإستفادة من الماكينة في إنتاج كل أنواع الطوب الإسمنتي للبناء و الأرصفة و ذلك بتغيير القوالب. و يتم الإنتاج فوق لوح من الخشب. و يتم نقل المنتجات الخارجة من الماكينة بعد صفها على شكل 8 صفوف مرتبة بواسطة الرافعة الشوكية.
    و تبلغ تكلفة الماكينة من النوع الآلي عشرون ألف دولار + تكاليف الشحن .
  4. شراء سيارة نقل حمولة 2-4 طن ليتولى مصنعك إيصال الانتاج إلى المستهلكين مباشرة .
  5. توظيف عمالة ثابتة (إلا العاملين على المكبس فمن الأفضل أن يكونوا عمالاً باليومية) .
  6. شراء رافعة شوكية .
  7. تسجيل المصنع لدى الجهات ذات العلاقة ليكتسب الصفة الرسمية .

بعد مشروع مصنع البلوك والمنتجات الاسمنتية من المشاريع المربحة والعصرية في المجال الصناعي والرائجة بسبب الاستثمارات العقارية وغيرها مما أدى إلى تهافت المستثمرين على شرائها حيث أصبح البلوك مطلوب بكثرة في نختلف الدول يستخدمه الكثير من الناس في أعمال البناء والتعمير بسبب سهولة استخدامه ورخص أسعاره ويمكن تصنيف مشروع انتاج البلوك ضمت المشاريع الانتاجية السهلة والقادرة على تحقيق الكثير من النجاحات والارباح وننصح الناس بتنفيذه